الرئيس السيسي: إسرائيل تواصل القتل والحصار والتهجير في غزة
أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الخميس، أن إسرائيل تواصل ممارسة القتل والانتقام، مشيراً إلى أنها تحاصر شعباً بأكمله بهدف تهجيره. جاءت تصريحات السيسي خلال كلمته في القمة العربية المنعقدة في العاصمة البحرينية المنامة، حيث ناقش القادة العرب الوضع الحرج في المنطقة في ظل التصعيد الإسرائيلي ضد الفلسطينيين.
الرئيس السيسي إسرائيل تواصل القتل والحصار والتهجير في غزة |
شهدت منطقة غزة في الآونة الأخيرة تصعيدًا حادًا في العمليات العسكرية الإسرائيلية، حيث تواصل إسرائيل ممارساتها من قصف وتهجير وحصار خانق على قطاع غزة. الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لم يقف موقف المتفرج أمام هذه الأحداث، إذ أبدى موقفاً واضحاً وصريحاً تجاه ما يعانيه الفلسطينيون في غزة، وعبّر عن رفض مصر لاستمرار العمليات التي تسفر عن سقوط ضحايا من المدنيين وتدمير البنية التحتية.
دور مصر في دعم الشعب الفلسطيني
منذ بداية التصعيد الإسرائيلي الأخير على غزة، لعبت مصر دورًا هامًا في محاولة وقف النزيف الدموي ومنع تفاقم الأزمة الإنسانية. بادر الرئيس السيسي بالدعوة إلى التهدئة ووقف العمليات العسكرية، كما وجه المؤسسات المصرية بتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة إلى قطاع غزة، بما في ذلك إرسال قوافل من الأدوية والإمدادات الطبية والغذائية عبر معبر رفح البري. ويعد هذا المعبر شريان حياة لسكان القطاع، خاصةً في ظل الحصار المستمر.
جهود الوساطة المصرية
عملت مصر بجد على تعزيز جهود الوساطة بين الطرفين، مستندة إلى علاقاتها المتوازنة مع مختلف الأطراف. وفي ظل توتر الأوضاع، قام السيسي بالتواصل مع عدد من القادة الإقليميين والدوليين لحثهم على لعب دور إيجابي في تحقيق التهدئة ووقف الانتهاكات ضد الشعب الفلسطيني. وتبذل مصر جهودًا دبلوماسية مكثفة للوصول إلى اتفاق هدنة طويل الأمد من شأنه توفير الحماية للمدنيين وفتح المجال لإدخال المساعدات.
موقف السيسي من الانتهاكات الإسرائيلية في غزة
عبّر الرئيس السيسي عن موقفه الرافض لممارسات إسرائيل في غزة، والتي تتسبب في سقوط أعداد كبيرة من الضحايا من النساء والأطفال، وتدمير المنازل والبنية التحتية. دعا السيسي إلى ضرورة احترام القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان، مشددًا على ضرورة إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني المستمرة منذ عقود، وأن الحل يكمن في حل الدولتين الذي يُمكّن الفلسطينيين من إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
الحصار المستمر وأزمة التهجير
يعتبر الحصار الإسرائيلي على غزة أحد العوامل الرئيسية التي تزيد من معاناة الفلسطينيين. وفي ظل الهجمات الأخيرة، أُجبر العديد من سكان القطاع على النزوح وترك منازلهم، مما فاقم من الوضع الإنساني الصعب هناك. ويرى الرئيس السيسي أن استمرار الحصار والعنف يولد مشاعر الإحباط والغضب، ويزيد من تعقيد الأوضاع، ويدفع المنطقة نحو مزيد من عدم الاستقرار.
الدعم العربي والدولي لموقف مصر
حظيت جهود مصر بقيادة السيسي لدعم غزة وتخفيف معاناتها بإشادة وتقدير من دول عربية ومنظمات دولية عديدة. تعكس هذه الجهود سعي مصر للحفاظ على استقرار المنطقة وتجنب المزيد من التصعيد الذي قد يؤدي إلى تداعيات إقليمية خطيرة. ويعمل الرئيس السيسي على توحيد الجهود العربية للضغط على المجتمع الدولي ليتحمل مسؤولياته تجاه القضية الفلسطينية.
اقرأ أيضاً:
ماذا نعرف عن الرئيس السيسي؟
عبد الفتاح السيسي هو الرئيس الحالي لجمهورية مصر العربية. وُلِد في 19 نوفمبر 1954 في حي الجمالية بالقاهرة. تخرج من الأكاديمية العسكرية المصرية في عام 1977 والتحق بالقوات المسلحة، حيث تنقل بين العديد من المناصب القيادية، حتى وصل إلى رتبة فريق أول، وشغل منصب مدير المخابرات الحربية والاستطلاع. عُرف السيسي بمهاراته القيادية وحسن إدارته للمهام التي أسندت إليه خلال مسيرته العسكرية.
في عام 2012، عيّنه الرئيس محمد مرسي وزيرًا للدفاع وقائدًا عامًا للقوات المسلحة. وفي 3 يوليو 2013، بعد تظاهرات واسعة تطالب بتغيير القيادة، أعلن السيسي عن عزل مرسي، وتم تشكيل حكومة مؤقتة لإدارة البلاد. أثارت هذه الفترة جدلاً واسعًا، لكنها لاقت دعم قطاعات كبيرة من الشعب المصري الذي طالب بالاستقرار.
في مايو 2014، ترشح السيسي للرئاسة، وفاز بأغلبية كبيرة ليصبح رئيسًا للبلاد. أعيد انتخابه لفترة رئاسية ثانية في 2018. تحت قيادته، شهدت مصر عدة مشاريع ضخمة مثل تطوير البنية التحتية، وتوسعة قناة السويس، وبناء العاصمة الإدارية الجديدة. كما ركز السيسي على تعزيز الأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب.
على الصعيد الخارجي، سعى السيسي لتقوية علاقات مصر مع دول العالم، وتعزيز دورها الإقليمي. وتمتعت علاقات مصر الخارجية بالاستقرار، خاصة مع دول الخليج وأفريقيا، وعمل على بناء شراكات اقتصادية وسياسية مع القوى الكبرى.
رغم النجاحات الاقتصادية التي تحققت، إلا أن فترته الرئاسية شهدت انتقادات متعلقة بحرية التعبير وحقوق الإنسان، مما أثار اهتمام المنظمات الحقوقية المحلية والدولية.
مفترق طرق: السلام أو الدمار
وقال السيسي إن القمة تعقد في ظروف تاريخية دقيقة تواجهها المنطقة، مشدداً على أن الجميع يجب أن يختار بين مسارين: الأول هو السلام والاستقرار والأمن، والثاني هو الدمار والفوضى نتيجة التصعيد العسكري المستمر في قطاع غزة. وأوضح أن استمرار هذا التصعيد سيؤدي إلى نتائج كارثية على الشعب الفلسطيني والمنطقة بأسرها.
مأساة إنسانية تتجسد في القتل والحصار
وأشار الرئيس السيسي إلى أن التاريخ سيسجل هذه الحرب كمأساة كبرى، حيث تتجسد في الإمعان في القتل والانتقام، وحصار شعب بأكمله، وتجويعه، وترويعه، وتشريد أبنائه، والسعي لتهجيرهم قسرياً واستيطان أراضيهم. وأعرب عن أسفه للعجز الدولي أمام هذه الانتهاكات، مؤكداً أن حقوق أطفال فلسطين الذين قُتلوا أو يُتِموا في غزة ستظل تلاحق ضمير الإنسانية حتى يتم إنفاذ العدالة من خلال آليات القانون الدولي.
غياب الإرادة السياسية الدولية
وأضاف السيسي أن مصر تعمل بجد مع الأشقاء والأصدقاء لمحاولة إنقاذ المنطقة من الانزلاق إلى هاوية عميقة، إلا أن الإرادة السياسية الدولية الحقيقية لإنهاء الاحتلال ومعالجة جذور الصراع لا تزال غائبة. وأشار إلى أن إسرائيل تواصل التهرب من مسؤولياتها والمراوغة حول الجهود المبذولة لوقف إطلاق النار، بل وتزيد من تصعيدها العسكري في رفح، مع محاولات استخدام معبر رفح لإحكام الحصار على قطاع غزة.
موقف مصر الثابت: رفض تهجير الفلسطينيين
وأكد السيسي مجدداً أن مصر ترفض تصفية القضية الفلسطينية بأي شكل، وترفض تهجير الفلسطينيين قسرياً أو خلق ظروف تجعل الحياة في قطاع غزة مستحيلة لإخلاء الأرض من شعبها. وأوضح أن الحلول الأمنية والعسكرية لن تحقق الأمن أو المصالح طويلة الأمد.
دعوة لإنقاذ المستقبل
وختم السيسي كلمته بالتأكيد على أن الوضع الحرج يتطلب من الجميع التعاون لإنقاذ المستقبل قبل فوات الأوان، داعياً إلى وضع حد فوري للحرب المدمرة ضد الفلسطينيين. وشدد على أن الشعب الفلسطيني يستحق الحصول على حقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
تستمر مصر في القيام بدورها المحوري في دعم الشعب الفلسطيني ورفض الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة في قطاع غزة. ويؤكد الرئيس السيسي أن الحل الوحيد لتحقيق السلام في المنطقة يكمن في إنهاء الاحتلال، وإعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة. من خلال مساعيه الدبلوماسية ومواقفه الإنسانية، يعكس السيسي التزام مصر التاريخي بدعم القضية الفلسطينية، والعمل على تحقيق الاستقرار والأمن لشعوب المنطقة.