مأساة غزة: إحصائيات الشهداء والجرحى جراء العدوان الإسرائيلي |
في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، يعاني الفلسطينيون من مآسي متفاقمة، حيث تكشف الإحصائيات عن أعداد هائلة من الشهداء والجرحى، التي طالت كافة فئات المجتمع. الأطفال والنساء وكبار السن، إضافة إلى الطواقم الطبية والصحفية، كانوا في مرمى النيران، ما أسفر عن مقتل الآلاف وتشريد المئات. في الضفة الغربية أيضًا، لا تزال الخسائر البشرية مستمرة، مع آلاف المفقودين الذين يضاعفون معاناة العائلات. هذه الأرقام المروعة تسلط الضوء على حجم المأساة الإنسانية التي يعيشها الشعب الفلسطيني يوميًا.
مع اندلاع عملية "طوفان الأقصى" في أوائل أكتوبر 2023، تصاعدت الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة بشكل غير مسبوق، حيث استهدفت الغارات الجوية المكثفة البنية التحتية المدنية والمناطق السكنية، مما أسفر عن خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات. ولكن الحرب على فلسطين لم تبدأ مع هذه الأحداث الأخيرة؛ بل هي استمرار لصراع طويل الأمد منذ قيام دولة إسرائيل في أربعينيات القرن الماضي. منذ نكبة 1948 واحتلال الأراضي الفلسطينية، يعاني الشعب الفلسطيني من احتلالٍ عسكري وسياسات قمعية، ما جعل الصراع متجذرًا في المنطقة لعقود.
منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، عانى الشعب الفلسطيني من خسائر بشرية جسيمة. بلغ مجموع الشهداء في غزة 41,965 شهيدًا، من بينهم 16,927 طفلًا و11,487 امرأة. استهدفت الغارات الإسرائيلية مختلف فئات المجتمع، حيث شملت أعداد الشهداء أيضًا 2,419 من كبار السن و986 من أفراد الطواقم الطبية، الذين قضوا أثناء قيامهم بمهامهم الإنسانية.
شهداء الصحافة أيضاً كان لهم نصيب من هذا العدوان، إذ قُتل 175 صحفيًا، بما في ذلك صحفيون من المسلمين والمسيحيين الذين وثقوا أهوال الحرب. كما سقط 496 من الكوادر التعليمية التي كانت تسعى لنشر العلم في ظل ظروف قاسية. وقد تعرضت منظمة الأونروا لخسائر بشرية فادحة، حيث بلغ عدد شهدائها 203 من العاملين.
في الضفة الغربية، لم تكن المعاناة أقل وطأة، حيث استشهد 744 فلسطينيًا، من بينهم 160 طفلًا. ومن بين الشهداء الذين ضحوا بحياتهم في أداء واجبهم الوطني، هناك 85 شهيدًا من الدفاع المدني الذين قضوا وهم يحاولون إنقاذ الأرواح من تحت الأنقاض. بالإضافة إلى ذلك، ما زال 10,000 شخصًا مفقودًا، بينهم 4,700 من النساء والأطفال، مما يعمق المأساة الإنسانية في المنطقة.
معلومات عن تاريخ القضية الفلسطينية
القضية الفلسطينية هي قضية شعب يسعى لاستعادة حقوقه التاريخية في أرض فلسطين التي كانت تحت الانتداب البريطاني بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية في الحرب العالمية الأولى. بدأت جذور القضية الفلسطينية في بداية القرن العشرين، ومرت بعدة مراحل رئيسية، إليك ملخصًا عن أبرزها:
1. البدايات وتأسيس الحركة الصهيونية (1897)
- تأسست الحركة الصهيونية بقيادة تيودور هرتزل، وسعت لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، ما وضع أساسًا للصراع.
2. وعد بلفور (1917)
- أصدرت الحكومة البريطانية "وعد بلفور"، والذي دعم إقامة "وطن قومي لليهود" في فلسطين، رغم أن غالبية السكان كانوا من العرب الفلسطينيين. أدى هذا الوعد إلى تزايد الهجرة اليهودية إلى فلسطين.
3. الانتداب البريطاني (1920-1948)
- خضعت فلسطين للانتداب البريطاني، وتزايدت الهجرة اليهودية، ما أثار مخاوف العرب من فقدان السيطرة على أراضيهم، وأدى إلى اندلاع احتجاجات وأحداث عنف.
4. قرار التقسيم (1947)
- في عام 1947، أصدرت الأمم المتحدة قرارًا بتقسيم فلسطين إلى دولتين: عربية ويهودية، مع وضع القدس تحت إدارة دولية. رفض العرب الفلسطينيون القرار، بينما قبله اليهود.
5. النكبة (1948)
- في 1948، أعلن قيام دولة إسرائيل، ما أدى إلى حرب بين الدول العربية وإسرائيل. كانت النتيجة تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين، وتُعرف هذه الأحداث بـ "النكبة"، حيث خسر الفلسطينيون أراضيهم ومنازلهم.
6. الضفة الغربية وغزة (1948-1967)
- بعد حرب 1948، سيطرت الأردن على الضفة الغربية، بينما وقعت غزة تحت الإدارة المصرية. لكن الفلسطينيين بقوا بلا دولة مستقلة.
7. حرب 1967 (النكسة)
- في حرب 1967، احتلت إسرائيل الضفة الغربية، وقطاع غزة، والقدس الشرقية، ومرتفعات الجولان. ومنذ ذلك الحين، أصبحت هذه الأراضي خاضعة للاحتلال الإسرائيلي.
8. منظمة التحرير الفلسطينية (1964)
- تأسست منظمة التحرير الفلسطينية للدفاع عن حقوق الفلسطينيين، وتبنت الكفاح المسلح في البداية، لكنها تحولت لاحقًا للمفاوضات في سبيل إقامة دولة فلسطينية.
9. اتفاقيات أوسلو (1993)
- في التسعينات، تم توقيع اتفاقيات أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، مما أدى إلى تشكيل السلطة الوطنية الفلسطينية، وإعطاء الفلسطينيين بعض الحكم الذاتي في أجزاء من الضفة الغربية وغزة.
10. الوضع الحالي
- لا تزال الأراضي الفلسطينية، بما فيها القدس الشرقية، تحت الاحتلال الإسرائيلي، مع استمرار بناء المستوطنات. يواجه الفلسطينيون قيودًا صارمة، ولا يزال الوضع السياسي معقدًا مع مطالبات متبادلة وغياب حل نهائي عادل يضمن حقوقهم.
القضية الفلسطينية من أعقد قضايا الشرق الأوسط، وتستمر بتأثيرها على السياسات الإقليمية والدولية، مع بقاء هدف إقامة دولة فلسطينية مستقلة أبرز مطالب الشعب الفلسطيني والمجتمع الدولي.
اقرأ أيضاً:
هذه الإحصائيات تمثل جزءًا من الواقع الأليم الذي يعيشه الشعب الفلسطيني نتيجة العدوان المستمر، وهي تعكس الحجم الهائل من الخسائر البشرية والمعاناة التي طالت كافة فئات المجتمع في غزة.
في سياق متصل، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عملياتها العسكرية المكثفة في مدينة رفح بغزة، مستخدمة قصفًا جويًا ومدفعيًا وبحريًا متواصلًا، مما أسفر عن مجازر مروعة ضد المدنيين الفلسطينيين. تقارير طبية أكدت نقل جثامين شهداء من رفح وخان يونس وغيرها من المناطق العديدة في قطاع غزة إلى مستشفيات مختلفة في غزة بينما تم قصف عدة مستشفيات من قبل الإحتلال الإسرائيلي، مشيرة إلى وجود عدد كبير من المصابين تحت الأنقاض وفقدان العشرات حتى اللحظة.
تعمل مدفعية الاحتلال على قصف مناطق عدة في رفح، بينما تشن طائراتها غارات جوية في مناطق متفرقة من قطاع غزة، بما في ذلك شمال النصيرات وحي المغراقة جنوب القطاع.
وأوضحت مصادر صحفية فلسطينية أن حصيلة الشهداء جراء القصف على منازل في حيي الشجاعية والتفاح في غزة وصلت إلى 19 شهيدًا، من بينهم نساء وأطفال.
في ختام هذا المشهد المؤلم، تبدو المعاناة الإنسانية للشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية أبعد من مجرد أرقام وإحصائيات. إنها قصة شعب يعيش تحت القصف والدمار، يدفع ثمنًا باهظًا من الأرواح البريئة، وخاصة الأطفال والنساء. في الوقت الذي يتطلع فيه العالم إلى إنهاء هذا النزاع، يبقى التحدي الأكبر هو إنقاذ حياة المدنيين وإعادة بناء ما دمره العدوان، وإحياء الأمل في مستقبل أكثر سلامًا وإنصافًا للشعب الفلسطيني.
المصدر: وزارة الصحة، UN OCHA