أفاد مسؤولون أن أوكرانيا شنت هجمات على منطقة بلغورود في جنوب روسيا يوم الجمعة، مما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص.
قصف متبادل بين روسيا وأوكرانيا وقتلى وجرحى من الجانبين |
في بيان على تطبيق تلغرام، قال حاكم المنطقة فياتشيسلاف غلادكوف إنه تم انتشال جثتين من مبنى سكني متعدد الطوابق تعرض لقصف أوكراني في بلدة شيبيكينو الحدودية. وأضافت خدمات الطوارئ، وفقًا لوكالات الأنباء، أنه تم العثور على جثة ثالثة لاحقًا بين الأنقاض بعد أن تسبب القصف في انهيار بيت الدرج.
كما أسفر هجوم بطائرة مسيرة عن مقتل سائق سيارة في قرية بالقرب من شيبيكينو، فيما قُتلت امرأة في منزلها إثر إصابة نيران صواريخ في قرية أوكتيابرسكي المجاورة.
التصعيد العسكري المستمر بين روسيا وأوكرانيا شهد تبادلًا مكثفًا للضربات في الأسابيع الأخيرة، ما تسبب في وقوع العديد من الضحايا في صفوف المدنيين والعسكريين. وقد شهدت مناطق مثل شرق أوكرانيا، خصوصًا في مناطق مثل دونباس وخاركيف، قصفًا مكثفًا أدى إلى تزايد أعداد القتلى والمصابين. تشير التقارير إلى أن روسيا قد تكبدت عددًا كبيرًا من الخسائر البشرية أثناء محاولاتها التقدم في الأراضي الأوكرانية، حيث وصل عدد قتلى وجرحى القوات الروسية إلى مئات الآلاف منذ بداية الحرب في 2022. وفي المقابل، أُجبرت القوات الأوكرانية على التراجع في بعض المناطق على الرغم من استمرارها في الدفاع عن مواقعها بشكل فعال
.
كما شهدت المناطق الأوكرانية المتاخمة للحدود الروسية هجمات مستمرة، ما أثر على البنية التحتية وأدى إلى تدمير العديد من المنازل والمرافق، خاصة في مناطق مثل أوديسا وخيرسون ودنيبروبتروفسك. تتوقع الأمم المتحدة أن تستمر الأوضاع في التدهور، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء الذي سيزيد من صعوبة الأوضاع الإنسانية في المناطق المتضررة
المصدر: OCHA
.
من ناحية أخرى، ذكرت الإدارة العسكرية في منطقة سومي الأوكرانية أن غارة جوية روسية يوم الجمعة أدت إلى مقتل شخص وإصابة أربعة آخرين في بلدة شوستكا، التي تبعد نحو 45 كيلومتراً عن الحدود مع روسيا، دون تقديم تفاصيل إضافية عن حجم الأضرار.
وفي سياق آخر، أعلن مسؤول أوكراني يوم الجمعة استعادة 12 طفلاً أوكرانياً من مناطق تسيطر عليها روسيا، وإعادتهم إلى مناطق تخضع لسيطرة كييف. وصرح أولكسندر بروكودين، حاكم منطقة خيرسون الجنوبية، على تلغرام أن ثلاثة صبية وتسع فتيات تتراوح أعمارهم بين عامين و17 عامًا، قد نُقلوا من أجزاء خاضعة لسيطرة القوات الروسية إلى مناطق تسيطر عليها أوكرانيا.
وتتهم كييف موسكو باختطاف نحو 20 ألف طفل من شرق وجنوب أوكرانيا، بالإضافة إلى العديد من الأطفال الذين وجدوا أنفسهم تحت السيطرة الروسية منذ اندلاع الحرب في فبراير 2022. وتعد استعادة الأطفال من المناطق المحتلة أولوية دبلوماسية قصوى لأوكرانيا.
الأوضاع الإنسانية في أوكرانيا تفاقمت بشكل كبير في الأشهر الأخيرة نتيجة الهجمات المتكررة على البنية التحتية الحيوية مثل شبكات الكهرباء والمياه، مما زاد من معاناة السكان، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء. أفادت التقارير بأن الطاقة والمرافق الأساسية تتعرض للهجمات بشكل مستمر، ما يعرض مئات الآلاف من المواطنين لصعوبات كبيرة في الحصول على الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والتدفئة، خاصة في المناطق المتضررة مثل أوديسا وخاركيف وخيرسون
.
تستمر الجهود الإنسانية، رغم العقبات، في تقديم الدعم للفئات المتضررة، حيث تلقى حوالي 6.7 مليون شخص مساعدات خلال عام 2024، على الرغم من محدودية التمويل المتاح للمنظمات الإنسانية، إذ تم توفير 42% فقط من إجمالي الميزانية المطلوبة. ومع اشتداد النزاع، تتزايد الحاجة إلى موارد إضافية ومساعدات لمواجهة تحديات فصل الشتاء الوشيك، والذي سيزيد من حدة الأزمات الإنسانية في المناطق التي تواجه نقصًا في الموارد والخدمات
.
وقد أكدت روسيا أنها نقلت بعض الأطفال الأوكرانيين بعيدًا عن مناطق القتال أو إلى دور أيتام لحمايتهم، لكنها وُجهت إليها اتهامات باختطاف الأطفال ومحاولة محو هويتهم الأوكرانية ووضعهم للتبني لدى عائلات روسية. وفي هذا السياق، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومفوضة حقوق الأطفال ماريا لفوفا بيلوفا بسبب هذه الاتهامات.
إليكم بعض الإحصائيات المهمة
فيما يلي بعض الإحصائيات الحديثة حول الحرب بين روسيا وأوكرانيا وتأثيراتها:
الخسائر البشرية: تقدر المصادر بأن عدد القتلى من الجانبين قد وصل إلى مئات الآلاف منذ بداية الحرب في فبراير 2022. على سبيل المثال، أشارت تقارير الأمم المتحدة في 2024 إلى ارتفاع أعداد الضحايا المدنيين، حيث توفي ما يقرب من 10,000 شخص، وأصيب عشرات الآلاف نتيجة القصف والهجمات على المدن والبنية التحتية الحيوية في أوكرانيا
.النازحون داخلياً: يقدر عدد الأشخاص الذين نزحوا داخل أوكرانيا منذ بداية الحرب بحوالي 8.5 مليون شخص، من بينهم 6.7 مليون شخص تلقوا مساعدة إنسانية مباشرة خلال الأشهر الأخيرة، بينما ما يزال هناك نقص في التمويل اللازم لتلبية الاحتياجات بشكل كامل
المصدر: OCHA.تدمير البنية التحتية: شهدت مناطق عدة، بما فيها أوديسا وخاركيف وخيرسون، أضراراً بالغة في البنية التحتية الأساسية، مع تدمير واسع لمحطات الطاقة والمياه والمدارس والمستشفيات. وسجلت التقارير أكثر من 70 هجومًا على منشآت الطاقة منذ أبريل 2024، مما أدى إلى تقييد الوصول إلى الكهرباء والمياه لملايين الأشخاص
المصدر: Sky News.الوضع الإنساني: مع اقتراب فصل الشتاء، تواجه وكالات الإغاثة تحديات متزايدة بسبب نقص التمويل، حيث تم تأمين 42% فقط من إجمالي 3.1 مليار دولار مطلوبة، مما يهدد قدرة المنظمات الإنسانية على تقديم الدعم اللازم في مواجهة الظروف الجوية القاسية
المصدر : OCHA.
هذه الإحصائيات تعكس مدى التحديات الإنسانية والأمنية التي تسببت فيها الحرب، والتي قد تتفاقم مع استمرار النزاع.
يمثل النزاع الروسي الأوكراني أحد أعقد الصراعات الجيوسياسية في القرن الحادي والعشرين، حيث تسبب في خسائر بشرية ومادية فادحة وأزمة إنسانية متفاقمة طالت الملايين من المدنيين. ورغم الجهود الدولية المبذولة لإيجاد حل سلمي، فإن استمرار التصعيد العسكري وغياب التوافق السياسي يهددان بتمديد هذه الأزمة وتفاقم تداعياتها على كل من أوروبا والمنطقة بشكل عام. مع اقتراب فصل الشتاء وتزايد احتياجات النازحين، يبقى التحدي الأكبر هو تأمين الدعم الإنساني اللازم وإنهاء الصراع بشكل عادل ودائم يضمن حقوق الشعب الأوكراني ويحقق الاستقرار في المنطقة.