أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

📁 آخر الأخبار

خطوات نتنياهو متهورة وتخدم مصالحه: مسؤولون ينتقدونه

خطوات نتنياهو متهورة وتخدم مصالحه مسؤولون ينتقدونه
خطوات نتنياهو متهورة وتخدم مصالحه مسؤولون ينتقدونه



في تعليق على الأزمة الأخيرة بين إسرائيل والولايات المتحدة، بسبب الفيديو الذي ظهر فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ينتقد تأخر التسليم الأمريكي للأسلحة، عبر العديد من المسؤولين الإسرائيليين عن استيائهم. وصفوا خطوات نتنياهو بأنها “متهورة وتخدم مصالحه الشخصية على حساب مصلحة البلاد”. هذا وقد اعتبروا تصرفه ضد الولايات المتحدة بأنه “غير ضروري وهستيري”، وفقًا لما نقلته صحيفة “يديعوت أحرونوت” الجمعة.



نتنياهو، من جانبه، رفض هذه الاتهامات، مشددًا على أنه لن يكون هناك دعم للقوات الإسرائيلية بدون ضغط شعبي كافٍ. كلامه جاء في إطار محادثات داخلية مع قادة أمنيين وأعضاء حكوميين.



من جهتها، انتقدت الولايات المتحدة بشدة تصريحات نتنياهو، واعتبرتها “مهينة وغير مبررة”، بحسب المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي. وأكد كيربي أن الدعم الأمريكي لإسرائيل لم يتوقف، وأن مساعدات عسكرية لا تزال تحت المراجعة بسبب الاحتياطات الأمنية المطلوبة، خاصة في ظل المخاوف من استخدامها في مناطق تكتظ بالمدنيين.




بشكل عام، تصاعد التوتر بين الحليفين الاستراتيجيين بسبب هذه الأزمة، مما أدى إلى تعقيد العلاقات الدبلوماسية بين تل أبيب وواشنطن في الفترة الأخيرة.




تسود حالة من القلق والتوتر في الأوساط السياسية داخل إسرائيل وخارجها بسبب خطوات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الأخيرة. ففي ظل الظروف المعقدة التي تمر بها البلاد، تأتي هذه الخطوات كوسيلة لتعزيز مصالحه الشخصية والسياسية، مما أثار انتقادات حادة من قبل مسؤولين وأحزاب سياسية مختلفة. يتناول هذا المقال تحليلًا لهذه الخطوات، والأثر المحتمل لها على الوضع الداخلي والخارجي لإسرائيل، فضلاً عن ردود الأفعال الرسمية والشعبية تجاهها.





خطوات متهورة

في الآونة الأخيرة، قام نتنياهو باتخاذ عدد من الخطوات التي اعتبرها الكثيرون متهورة، ومنها:

  1. التصعيد في الصراع الفلسطيني: حيث زاد من عمليات الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية وزيادة التوتر مع الفلسطينيين. هذه الخطوات، على الرغم من أنها تهدف إلى تعزيز الأمن الإسرائيلي، إلا أنها قد تؤدي إلى تفاقم الصراع وتقويض فرص السلام.

  2. التعديلات القانونية المثيرة للجدل: يسعى نتنياهو لإجراء تغييرات على النظام القضائي الإسرائيلي، والتي يرى فيها الكثيرون تهديدًا لاستقلالية القضاء. هذه الخطوات تثير جدلًا واسعًا داخل المجتمع الإسرائيلي، وتعتبر مؤشرًا على محاولته تعزيز سلطته السياسية.

  3. التوجهات نحو التطبيع مع دول عربية: على الرغم من الإنجازات السابقة في هذا المجال، يبدو أن نتنياهو يسعى للاستفادة من هذا التوجه لتعزيز شعبيته داخل البلاد، مما قد يثير توترات مع الفلسطينيين والشعوب العربية.



انتقادات المسؤولين

تتزايد الانتقادات الموجهة لنتنياهو من قبل مسؤولين سياسيين وأمنيين، حيث اعتبروا أن خطواته تعكس نزعة متهورة تضر بمصالح إسرائيل على المدى البعيد. من بين هذه الانتقادات:

  • الوزراء في حكومته: بعض الوزراء في الحكومة أبدوا استياءً من سياسته الحالية، مشيرين إلى أن التصعيد الأمني والإجراءات القانونية غير المدروسة قد تؤدي إلى تفاقم الأزمات الداخلية.

  • المعارضة السياسية: أحزاب المعارضة في الكنيست، مثل حزب العمل وميرتس، اعتبرت أن سياسات نتنياهو تسير في اتجاه مدمّر، مؤكدين أن التركيز على المصالح الشخصية على حساب المصالح الوطنية يُعرض البلاد للخطر.

  • القادة العسكريون: بعض الجنرالات السابقين في الجيش الإسرائيلي حذروا من العواقب الوخيمة للتصعيد المستمر في الضفة الغربية، معتبرين أن هذا النهج لا يُحسن من الوضع الأمني بل يعقده.




تتوالى التطورات في غزة، حيث شهدت المنطقة أحداثًا مؤلمة منذ بداية العدوان الإسرائيلي في أكتوبر 2023. في الأسابيع الأولى من النزاع، تعرضت غزة لقصف عنيف أدى إلى وفاة العديد من المدنيين، مما أثار ردود فعل دولية غاضبة. على سبيل المثال، قُتل أكثر من 500 فلسطيني في غارة استهدفت محيط المستشفى الأهلي في غزة، ثم تم التنصل من هذه المسؤولية من قبل الجيش الإسرائيلي بعد تصاعد الغضب العالمي​(Yeni Şafak).




على الصعيد الإنساني، كانت أول قافلة مساعدات إغاثية قد دخلت غزة بعد 13 يومًا من الحصار، حيث ضمت 20 شاحنة تحمل مواد طبية وغذائية. ولكن، ما زالت المساعدات تصل بشكل محدود، حيث يتلقى القطاع حوالي 100 شاحنة يوميًا بينما كان يستقبل سابقًا نحو 600 شاحنة من الاحتياجات الأساسية قبل اندلاع النزاع​(Gulf Arabia).



استمرت العمليات العسكرية الإسرائيلية، مع بدء الهجوم البري في نهاية أكتوبر، حيث أعلنت الحكومة الإسرائيلية نيتها القضاء على قوة حماس العسكرية. وقد تسببت هذه العمليات في مجزرة في مخيم جباليا، بالإضافة إلى تجويع متزايد للسكان. وقد أفادت الأونروا بأن الوضع الغذائي في غزة بات مقلقًا، حيث يعاني السكان من نقص حاد في المواد الغذائية الأساسية​(Yeni Şafak)​(Gulf Arabia).




كما دخلت الجماعة الحوثية في النزاع، حيث أطلقت صواريخ نحو أهداف إسرائيلية من اليمن، مما يشير إلى تصاعد الصراع الإقليمي حول قضية غزة​(Yeni Şafak). تتزايد الدعوات العالمية لوقف إطلاق النار وتقديم المساعدات الإنسانية، بينما تستمر العواقب الإنسانية في الازدياد مع تزايد عدد الضحايا والنزوح الجماعي داخل القطاع.




تصاعد الحرب بين إيران وإسرائيل

تشهد العلاقة بين إيران وإسرائيل تصاعدًا ملحوظًا في التوترات، خاصة بعد الأحداث الأخيرة في غزة. فقد حملت إسرائيل إيران مسؤولية تصاعد العنف ودعمها للفصائل الفلسطينية مثل حماس والجهاد الإسلامي، مما أدى إلى تنفيذ إسرائيل هجمات استهدفت بشكل مباشر ضباط الحرس الثوري الإيراني في سوريا.




منذ عام 2013، نفذت إسرائيل عدة هجمات جوية في سوريا لاستهداف الأسلحة الإيرانية التي قد تُنقل إلى حزب الله، ولكن في السنوات الأخيرة، وخاصة بعد بدء الحرب على غزة، تزايدت الضغوطات العسكرية الإسرائيلية على إيران. بعد عملية "طوفان الأقصى" في أكتوبر 2023، استهدفت إسرائيل مسؤولين إيرانيين رفيعي المستوى، مما أدخل الصراع في مرحلة جديدة من المواجهة المباشرة​(وكالة عمون الاخبارية)​(Doha Institute).



يُظهر هذا التصعيد أن إيران، التي قامت بتقليص وجودها العسكري في سوريا ردًا على الضغوط الإسرائيلية، قد تجد نفسها أمام خيارات صعبة في ظل التهديدات المتزايدة من إسرائيل. في الوقت نفسه، يسعى كل من الطرفين إلى تحقيق أهدافه الإقليمية في ظل بيئة سياسية متقلبة في الشرق الأوسط.



نوايا نتنياهو لاحتلال لبنان

نوايا نتنياهو بشأن لبنان تتعلق بتعزيز السيطرة الإسرائيلية ووقف التهديدات من حزب الله. يأتي ذلك في ظل تصاعد الأحداث في المنطقة، حيث تسعى إسرائيل لتحقيق أهداف استراتيجية عبر تقويض قوة حزب الله وإجباره على التراجع إلى ما وراء الحدود المعروفة. هذا الاقتحام المحتمل، الذي يُعرف بعملية "السهام الشمالية"، يمكن أن يتجاوز الأهداف المحددة ويؤدي إلى صراع مطول، مشابه لتجربة الاحتلال الإسرائيلي للبنان في الثمانينات، مما يعكس المخاطر العالية لهذه العمليات العسكرية.




تشكل خطوات نتنياهو الأخيرة محط اهتمام كبير للنقاش في الساحة السياسية الإسرائيلية. فبينما يسعى لتعزيز سلطته ومصالحه الشخصية، تُظهر ردود الأفعال القوية من مسؤولين مختلفين أن هناك شعورًا متزايدًا بالقلق حيال اتجاه البلاد تحت قيادته. إن المستقبل قد يحمل الكثير من التحديات، ومع استمرار التصعيد في الصراع الفلسطيني وإعادة النظر في السياسات الداخلية، يبقى السؤال: هل سيتمكن نتنياهو من التكيف مع هذه الانتقادات، أم سيستمر في السير في طريق يعتقد أنه يخدم مصالحه الشخصية فقط؟ في النهاية، يتوقف على الشعب الإسرائيلي ومدى استعداده للتأثير على مسار القيادة في المستقبل.



تعليقات