أعلن المركز الإعلامي لدار الإفتاء المصرية عن اتخاذ جميع الإجراءات القانونية ضد المتورطين في إنتاج أو نشر فيديو مزيف نُسب زورا إلى مفتي الجمهورية، شوقي علام. وأوضح المركز أن الفيديو المفبرك، الذي انتشر مؤخراً، هو إعلان ترويجي لإحدى تطبيقات الألعاب الإلكترونية، وقد تم تحضيره باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.
دار الإفتاء في مصر تحذر من فيديو مفبرك للمفتي شوقي علام |
ما هو الذكاء الإصطناعي؟
الذكاء الاصطناعي (AI) هو مجال من مجالات علوم الحاسوب يهدف إلى تطوير أنظمة وبرامج قادرة على محاكاة الذكاء البشري. يعتمد الذكاء الاصطناعي على إنشاء خوارزميات تستطيع التعلم من البيانات، التحليل، والتوصل إلى استنتاجات، واتخاذ قرارات بطرق تشبه إلى حد ما التفكير البشري.
أنواع الذكاء الاصطناعي
يُقسم الذكاء الاصطناعي إلى نوعين رئيسيين:
الذكاء الاصطناعي الضيق (Narrow AI): يُستخدم للقيام بمهمة واحدة أو مجموعة محدودة من المهام، مثل التصنيف والتعرف على الصوت والصور. يوجد هذا النوع في أنظمة مثل المساعدات الشخصية الرقمية كـ "سيري" و"أليكسا".
الذكاء الاصطناعي العام (General AI): يستطيع فهم وتنفيذ مجموعة واسعة من المهام، تمامًا كما يفعل الإنسان. هذا النوع لا يزال قيد البحث والتطوير ويعدّ هدفًا طموحًا لم يتم الوصول إليه بعد.
تطبيقات الذكاء الاصطناعي
الذكاء الاصطناعي له العديد من التطبيقات في الحياة اليومية والصناعات المختلفة، ومنها:
- التشخيص الطبي: لمساعدة الأطباء في تحليل الصور الطبية والتشخيص الدقيق.
- السيارات ذاتية القيادة: حيث تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات المحيطة واتخاذ قرارات القيادة.
- التجارة الإلكترونية: عبر تحسين تجربة المستخدم، مثل تقديم توصيات بالمنتجات.
- التحليل المالي: للتنبؤ بالأسواق المالية وإدارة المخاطر.
التعلم الآلي والشبكات العصبية
أحد المجالات الفرعية المهمة في الذكاء الاصطناعي هو التعلم الآلي (Machine Learning)، الذي يركز على تطوير خوارزميات تُمكّن الأنظمة من التعلم من البيانات وتحسين أدائها مع مرور الوقت. تُستخدم الشبكات العصبية الاصطناعية كأحد أدوات التعلم الآلي لمحاكاة الخلايا العصبية في الدماغ البشري.
الذكاء الاصطناعي يُعتبر تقنية ثورية تغير كيفية عمل المجتمعات والصناعات، وتسهم بشكل كبير في تحسين الكفاءة والإنتاجية، مع تحديات تتعلق بالأخلاقيات والأمان والتنظيمات القانونية.
وفي بيان رسمي نُشر على صفحة دار الإفتاء بموقع “فيسبوك” مساء الجمعة، شدد المركز على المخاطر الجسيمة التي تنطوي عليها إساءة استخدام التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي في تضليل الجمهور، واستغلال ثقتهم في الشخصيات الدينية والعامة لترويج منتجات أو تطبيقات مشبوهة بهدف الاحتيال.
وأكد البيان أن دار الإفتاء ستتخذ كل الإجراءات القانونية اللازمة لمعاقبة المتورطين في هذه الأعمال الاحتيالية. ودعا المركز الإعلامي المواطنين إلى توخي الحذر من هذه الصفحات والفيديوهات المضللة.
اقرأ أيضاً:
معاقبة القانون لأي شخص يستخدم تقنيات الذكاء الإصطناعي لانتهاك الخصوصية والتشهير
في مصر، هناك قوانين حديثة لمكافحة إساءة استخدام الذكاء الاصطناعي وتقنيات التزوير العميق (deepfake) لضمان حماية الخصوصية والحد من الأضرار الناتجة عن التشويه والتضليل. وقد بدأت الحكومة المصرية بتشديد العقوبات على إنتاج ونشر المحتويات المزيفة التي تُستغل لتشويه السمعة أو تضليل الجمهور من خلال استخدام هذه التقنيات. تأتي هذه التدابير في إطار تشريعات تُعتبر جزءًا من القانون المصري للجرائم الإلكترونية، الذي يفرض عقوبات صارمة على المخالفين، بما في ذلك الغرامات الكبيرة وأحكام بالسجن.
يتشابه هذا التوجه مع الجهود المبذولة عالميًا لمواجهة هذه التحديات، حيث تشترط العديد من الدول، مثل دول الاتحاد الأوروبي، الإعلان بوضوح عن أن المحتوى تم إنشاؤه باستخدام الذكاء الاصطناعي، مع إضافة علامات مائية أو إشارات توضح طبيعته الاصطناعية للحد من الخداع وتقليل الضرر الذي قد يُلحق بالأشخاص المعنيين.
حرمة السخرية من دار الإفتاء والأزهر الشريف والعلماءالشرعيين
مؤخراً، انتشر مقطع مزيف باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي يظهر تصريحات غير صحيحة من دار الإفتاء، مما أثار ردود فعل قوية من العلماء ودار الإفتاء نفسها، التي أكدت أن السخرية من مؤسساتها أو من العلماء الشرعيين تعد أمرًا محرمًا.
يعتبر الأزهر الشريف ودار الإفتاء من الركائز الأساسية للعلم والفكر الإسلامي، ويجب أن تُحترم آراؤهم وتوجيهاتهم. استخدم هذه الفيديوهات المزيفة ليس فقط لتشويه السمعة، بل أيضاً لإثارة الفتن والتضليل. يُحذر العلماء من تبعات مثل هذه الأعمال، حيث تؤدي إلى تآكل الثقة في المؤسسات الدينية، وتقود المجتمع إلى الفوضى والتشكيك في القيم الإسلامية.
لذا، ينبغي على الجميع توخي الحذر من المعلومات المزيفة والتحقق من المصادر قبل تداولها.
تحري المعلومات من مصادر موثوقة يُعد أمرًا حيويًا في عصر يتزايد فيه انتشار المحتويات المفبركة بالذكاء الاصطناعي. المعلومات الزائفة يمكن أن تؤدي إلى سوء فهم، تلاعب، وزعزعة الثقة في المؤسسات والحقائق. لذا، ينبغي على الأفراد التحقق من صحة المعلومات من خلال مراجعة مصادر موثوقة، مثل المواقع الحكومية، الجامعات، والمنظمات المعروفة.
هذا يعزز الوعي الجماهيري ويقلل من آثار الأخبار المزيفة، مما يساعد في بناء مجتمع قائم على المعلومات الدقيقة والموضوعية.